الاثنين، 4 أكتوبر 2010

9


هي قالت لي ذلك:
يجرني الصباح من فراشي ولا يتأنى بفزعي .. أخنق المنبه الكريه, ثم أرتب ما تبقى من شكلي الذي أحفظ بعضه, وأرتب طاولتي, وحقيبتي أزيد حملها أو أحطّ منه, أبدل دفاتري وأدخل بعض الأوراق, ثم أغلق الباب المثقوب من الوسط وأشتم الرقابة اللي تتسرب منه إلى الخارج وإلى الداخل ..
"الباص" لا ينتظر أكثر من بوقين, لذا عليّ أن ألفّ شطيرة كيفما اتفق من غير تدقيق في محتواها, أحيانا أقضمها فارغة ..
لا يهم, المهم أن لا يصدر بطني صوته الحاد وقت المحاضرة, لدي حساسية من أصواته المباغتة, وإن لم يبدِ أحد اهتمامه بالجوع الذي يعترك بداخلي ..
الجوع داء موارب, قد يطال أماكن أخرى غير المعدة, يتمددُ بها ويعصرها! - أتعلمين؟
أجلس هناك على الكرسي البارد, أرتخي وأتقلّص حتى يجيء من ينتشلني منه, ليس كسلًا .. إنما أكره الزحام والابتسامات الفارغة, أكره أن أضع نفسي في مكان عليّ أن أبدو فيه مثل خشبة!
أخرج هاتفي وأعيده إلى جيب حقيبتي لأغراض متعددة, الساعة مثلا, أو انتظار مكالمة لا تأتي من أمي ..
مخيلتي خلاء .. وريح جافة, لا أحد يسكن في رأسي, وليست عندي تلك الرغبة بالتفكير في أي شيء, ومع ذلك لا أجيد الاستماع إلى آخر ما تقوله هذه التي تضع منديلا على شعرها, ترسم دوائر على اللوحة وتتحرك ببطء يحض على الملل, يا الله لم يكون صوتها جناح طائرة أحلق معه إلى أماكن لا أستبينها, أماكن كثيرة أسقط منها فجأة أثر حركة طفيفة بجواري ..
يثقلني اليوم بواجباته, أعددها في ورقة صغيرة .. أطويها من دون اهتمام وأدسها في جيبي, أعود ثقيلة ويثقل عينيّ نوم مرتبك,
أنام في حضرته, وحضرة المنبه الذي أغلقه ليرن بعد عشر دقائق, حتى تمر ساعة أخرى ..